أكد وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبدالعاطي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الصيني وانغ يي، أن مصر بقيادتها السياسية تواصل أداء دور محوري في تثبيت الاستقرار الإقليمي وصناعة السلام، وذلك من خلال ضمان استدامة اتفاق شرم الشيخ للسلام وتنفيذ استحقاقات مرحلته الثانية، بما يمنع تجدد التصعيد ويدعم مسارات التهدئة طويلة الأجل. وشدد الوزير على أن وقف إطلاق النار الدائم لن يتحقق إلا عبر التزام جميع الأطراف بخريطة طريق واضحة تُعلي مصلحة المدنيين وتخلق بيئة مواتية لإعادة الإعمار وبناء الثقة.

وأشار عبدالعاطي إلى أهمية تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق وبالكميات اللازمة، باعتبارها خطوة جوهرية لتحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين، تمهيدًا لعودة السلطة الفلسطينية إلى ممارسة مسؤولياتها في قطاع غزة في إطار رؤية متكاملة تحافظ على وحدة الأراضي الفلسطينية وتعيد إحياء المسار السياسي نحو سلام عادل وشامل وفق المرجعيات الدولية.
وتناول الوزير المصري بقلق خطورة الأوضاع المتصاعدة في الضفة الغربية، محذرًا من انتهاكات المستوطنين واستمرار سياسات مصادرة الأراضي، ما ينذر بتوسيع دوائر التوتر. ودعا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته واتخاذ خطوات فورية لوقف هذه الممارسات حمايةً للمدنيين ومنعًا لانزلاق الوضع نحو مزيد من التعقيد.
وفي الملف السوداني، شدد عبدالعاطي على ضرورة التوصل إلى هدنة إنسانية تفتح الطريق أمام وقف شامل لإطلاق النار، وتوفر ممرات آمنة لوصول المساعدات. وجدد دعم مصر الثابت لوحدة السودان وسيادته واستقراره والحفاظ على مؤسساته الوطنية، انطلاقًا من رؤيتها الدائمة بأن الأمن الإقليمي هو جزء لا يتجزأ من أمن مصر واستقرار المنطقة.
وفي سياق العلاقات الثنائية، رحّب وزير الخارجية المصري بالتطور المتسارع في العلاقات بين مصر والصين، مؤكدًا أن كثافة الزيارات رفيعة المستوى بين الجانبين تعكس إرادة سياسية واضحة لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة. وأعرب عبدالعاطي عن تطلع القاهرة لعقد الجولة الخامسة من الحوار الإستراتيجي واللجنة المشتركة، بالتزامن مع الاحتفال بمرور 70 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
كما ثمّن الوزير المصري الدور الحيوي للشركات الصينية في المشروعات القومية الكبرى، ومن بينها القطار الكهربائي الخفيف وحي المال والأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتعاون في الطاقة الجديدة والمتجددة وتحلية مياه البحر. وأكد وجود فرص استثمارية واسعة في مصر، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والرقمنة، في ظل بيئة اقتصادية مواتية وجاذبة للاستثمارات الأجنبية.
واختتم الوزيران الاتصال بالتأكيد على أهمية التنسيق داخل المحافل متعددة الأطراف وتبادل الدعم، بما يعكس عمق الشراكة وقوة العلاقات بين القاهرة وبكين ودورهما في دعم الاستقرار العالمي.
نُشر بواسطة مكتب أخبار- مينانيوزواير
